26‏/01‏/2012

جريمة قتل بمنطقة قلعة امكونة







كان دوّار أيت عبو بمنطقة قلعة امكونة مسرحا لجريمة قتل مروعة حدثت فصولها بين الساعة الواحدة والثالثة صباحا من يوم السبت 14 يناير 2012 ، بعد مناوشات وسباب ومشادة بالأيدي.
تعود تفاصيل الحادث، حسب ما أفادتنا به مصادر مطلعة، إلى الساعات الأخيرة من ليلة الجمعة وبداية الساعات الأولى من يوم السبت، حيث كان الضحية المدعو (أ.س) والملقب ب"كولمان"، البالغ من العمر 42 سنة، في جلسة خمرية مع ثلاثة من ندمائه، يكرعون كؤوس الثمالة، ويتصايحون ويقهقهون في الدوار. وبعد أن لعبت الخمرة بالرؤوس، قرّر الضحية استكمال سهرته على حساب جاره، حيث توجّه رأسا إلى منزله، وأخذ يكيل له مختلف أنواع السباب والكلام النابي في جنح الظلام والناس نيام، ولم يكتف بهذا، بل شرع يرجم منزل الجار بالحجارة - أفادت مصادرنا بوجود حجارة كثيرة مكومة أمام منزل الجاني- في تلك الأثناء خرج الابن البكر للجار، وهو كهل في عقده الرابع، وطلب من الضحية مغادرة المكان ومراعاة حرمة الجوار، وأيضا حقوق الساكنة في نشدان الراحة والنوم الهانئ، غير أنّ القتيل، وفي غمرة سكره الطافح، رفض، ورفع عقيرته بالسباب أكثر حدّة وعنفا، بل توجّه إلى زيتونات جاره وراح يقصفها على مرأى من الابن القاتل، وقتها تطوّر الأمر إلى مشادة بالأيدي وتبادل الضرب واللكم قبل أن يلتقط الجاني منجلا صغيرا ("أمْكُرْ" بالأمازيغية، مْحْشّة بالدارجة المغربية) ويزرعها في صدغ الضحية، ليلفظ هذا الأخير أنفاسه فورا.
وقد أكدت أسرة الجاني وبعض الجيران على الممارسات الاستفزازية التي كان القتيل يأتيها بحق جاره باستمرار، حيث كان كلما لعبت الكأس برأسه يقصد منزل الجار، ويبدأ في السباب والكلام اللاأخلاقي، بل كثيرا ما كان يتحرش ببنت الجار وأسرته عموما، ويتمادى في أفعاله ليلا ونهارا، ولعلّ هذا ما جعل الكيل يطفح - كما أفاد بعض الشهود- ليقرّر ابن الجار مواجهة غريم الأسرة، وإيقافه عند حدّه في تلك الليلة الباردة.
من جهة أخرى أفاد بعض سكان الدوار أنّ الهالك (وهو جندي مغربي سابق في الإمارات العربية المتحدة) معروف بسلوكاته المنحرفة التي قوامها البطش والاعتداء، إذ لم يسلم من لسانه ويديه أحد من الساكنة، فهو سكّير محترف، كما يتاجر في الخمور، و"ماء الحياة" (الماحيا) خصوصا، وقد سبق للساكنة أن رفعت شكايات ضدّه إلى السلطات المعنية، وفي قائمتها وكيل الملك، ولم يتمّ ردعه، حتى جاءت نهايته على هذا الشكل المريع.
هذا، وقد ألقت مصالح الدرك الملكي بقلعة امكونة القبض على الجاني بمعية ثلاث أشخاص من أسرته يحتمل ضلوعهم في عملية الاعتداء، حيث يخضعون الآن للتحقيق من أجل معرفة ملابسات الواقعة وحيثياتها، كما اعتقل رفاق الضحية أيضا بتهمة عدم التبليغ، وقدّم الجميع للعدالة لتقول كلمتها.

0 commentaires:

إرسال تعليق

إنشرها على :

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites